في سالف العصر والزمان رجل يسمى عبد التواب صاحب محل عطارة في السوق الكبير وله جار وصديق يدعى كارم، يعمل تاجر أقمشة، إذ أن الصديقان كانت صداقتهم
قوية للغاية كل يوم يتبادلا أطراف الحديث ويتناولوا القهوة سوياً حتى الإفطار والغداء،
فبات الصديقان أكثر من الأخوة وكان كل منهم يأخذ رأي الأخر في حال التجارة والبيع. وغيرها من الأمور الشخصية والعائلية
في يوم من الأيام اشتعلت النيران في دكان عبد التواب فظل يصرخ وينادي على صديقه كارم والذي كان غادر محل تجارته لأول مرة مبكراً على غير عادة لأن أخبره أحد أن والدته مريضه وتحتاج إليه فذهب إليها مسرعاً، وبعد إخماد الحريق ظل الناس في السوق يسألوا عبد التواب عن صديقه كارم كيف لا يكون أول الناس حضوراً، بدأ البعض يشكك أن لكارم علاقة بالحريق المشتعل في دكان عبد التواب اشتعل صدر عبد التواب غضباً من صديقه وجراء ماحدث له من حريق، وفي اليوم التالي جاء كارم وتفاجىء بما حدث لصديقه وعندما ذهب إليه ليواسيه تفاجيء بسيل من الكلمات الجارحة والتي تشكك في صداقتهم وفي صدق مشاعر كارم كما أوضح أن البعض يقول أنه المتسبب في الحريق وأنه يغار منه، كما أطلق كلمات قاسية للغاية لا يمكن تحملها، ولكن صمت كارم تماماً وخرج من صمت منطلقاً إلى محله التجاري وهو معبأ بالخيبة والحزن بعد أسبوع من القطيعة ذهب عبد التواب لكارم ليخبره أن الشرطة عرفت أن سبب الحريق هو الماس الكهربي واعتذر من صديقه وسأله لماذا لم تقف بجانبي اخبره أن والدته كانت في المستشفى وأنطلق إليها قبل اشتعال الحريق، فشعر عبد التواب بمدى الخطأ الذي ارتكبه تجاه صديقه، ولكن صديقه سرعان ماصافحه وأخبره أنه برغم الحزن إلا أنه يراعي الظروف القاسية التي مر بها، وأخبره بان صداقتهم أهم من أي شيء وعاد الود ثانياً بين الأصدقاء
الاسم/ فرحان صقر الحارثي
اشراف المعلم/سامي عباد الطويرقي