في أحد الأحياء الصغيرة، كان يعيش رجلان جاران منذ سنوات . كان أحدهما، ويدعى خالد، معروفاً بحسن خلقه وهدوئه، بينما كان جاره الآخر، سامي، سريع الغضب، يفتعل المشاكل لأتفه الأسباب، وكان لا يحب الاختلاط بالناس.
ذات يوم، كان خالد يقوم بزراعة بعض الزهور في حديقته، فخرج سامي غاضباً وهو يصرخ:
“لماذا تسكب الماء في اتجاه جداري؟! هل تحاول تخريبه؟”
اجاب خالد بهدوء:
“لم اقصد ذلك ياجاري، إنما الري ينحرف أحياناً بفعل الريح، سأكون أكثر حذرًا.”
لكن سامي لم يهدأ،ورمى بكلمات جارحة، ثم عاد إلى منزله وهو يتمتم.
في اليوم التالي، استيقظ سامي ليجد باب منزله مكسوراً بعد أن حاول لص اقتحامه، لكنه لم ينجح. وبينما كان يقف حائراً ، اقترب منه خالد حاملاً اداوت النجارة وقال :
“رأيت ماحدث، واحضرت بعض الأدوات لمساعدتك في إصلاح الباب”
تفاجأ سامي وقال باستغراب:
” بعد كل ماقلته لك بالأمس، تأتي لتساعدني اليوم؟!”
ابتسم خالد وقال:
“نحن جيران، والجيرة طيبة، وانا لا أحمل في قلبي شيئاً. كلنا نخطيء”
في تلك اللحظة شعر سامي بالخجل من نفسه، وذرفت عيناه دمعة ندم. ومنذ ذلك اليوم، تغيرت معاملته، وأصبح بينه وبين خالد صداقة قوية
الاسم : مشاري محمد المخمشي
اشراف المعلم: الأستاذ سامي عباد الطويرقي الشعبة 3/4