الساعة المكسورة
كان حسام وسليم صديقين لا يفترقات، ربطت بينهما اواصر المحبة منذ الطفولة، فكانا يتشاركان أوقات اللعب والدراسة، ويتقاسمان الأحلام كما لو كانت ملكاً مشتركاً بينهما.
في يوم ميلاده، تلقى حسام هدية ثمينة من والده: ساعة رقمية أنيقة، طالما تمناها. راح يريها لسليم بفخر، يشرح وظائفها بدقة، ويحرص على ألا تفارقه إلا عند النوم.
وذات صباح، وبينما كان حسام في دورة المياه،لمح سليم الساعة داخل الحقيبة، فدفعه فضوله الي اخراجها وتجريبها. لكنه، أثناء اللعب بها في الملعب، تعثر، فسقطت من يده وارتطمت بالأرض، فانكسرت شاشتها.
ارتبك سليم، وأعاد الساعة الي الحقيبة دون أن يًفصح عن شيء.
عندما عاد حسام، ووجد ساعته مكسورة، اشتعل غضباً، وسأل سليم مراراً، لكن سليم أنكر، وفضل الصمت. فانكسر شيء بينهما، وبدأت أيام من الجفاء، صمتٌ ثقيل غلف كل لقاء.
وفي اليوم الرابع، وبينما كان حسام يفتح دفتراً في أثناء الحصة، وجد ورقة مطوية بعناية كُتب فيها:
“لم اتعمد كسر الساعة، لكني خفت… خفت أن اصدقك القول فتغضب، فآثرت الصمت، ولم أدرك أن الصمت أشد وقعاً من الكسر ذاته. الساعة يمكن إصلاحها، أما صداقتنا فلو انكسرت فلن تُجبر بسهولة. سامحني، لا على الساعة فقط بل على ترددي وضعفي.”
ظل حسام يقرأ الرسالة مراراً، ولم يعلق. لكن في صباح اليوم التالي، تقدم نحو سليم، ومد له الساعة قائلاً:
“فلنصلحها معاً. غضبت، نعم… لكن لا يمكنني الغضب إلى الأبد من صديق بحجمك. ” ابتسم سليم، وقال بخفوت: ” وتعملت أن قول الحقيقة، وإن كان صعباً، خيرٌ من أخسر من يحبني
الاسم: احمد عايض الثبيتي
اشراف المعلم: الاستاذ سامي عباد الطويرقي
الشعبة 3/4