الجار والخبز المحروق

مايو 22, 2025

في أحد الأحياء البسيطة، كان يعيش رجل مسن يُدعى “عمر”. كان طيب القلب، هادىء الطباع، يجب مساعدة الناس. كان جاره الجديد شاباً في الثلاثين من عمره يُدعى”سامي”، انتقل مؤخراً للمنطقة ولم يكن يعرف الكثير عن عمر، لكنه كان يراقبه من بعيد.

ذات صباح، استيقط سامي متأخراً، وكان في عجلة من أمره للعمل. جلس على مائدة الإفطار، وكان متوتراً. خرج من شقته مسرعاً وهو يحمل رغيف خبز محروق في يده، فألقى به على باب جاره” عمر”، وهو يهمس بامتعاض:
” هذا جزاء من يشعل الفرن عالياً في الصباح!”

سمع عمر الصوت، فتح الباب، ونظر الى الرغيف المحروق. لكنه لم يغضب ، بل رفع الرغيف عن الأرض، وتبسم وقال وقال في نفسه: ” قد يكون يومه صعباً.. سأرد عليه بلطف”

وفي اليوم التالي، دق عمر باب سامي، وكان يحمل سلة صغيرة فيها رغيف خبز طازج، وقطعة من الجبن، وكوب شاي ساخن.

تفاجأ سامي وقال بارتباك:”لكني رميت عليك خبزاً محروقاً بالأمس..”

ابتسم عمر وقال:

“وانا اعمل..لكني أؤمن أن الناس أحياناً لا يحتاجون للعقاب. بل لفرصة جديدة”

سكت سامي، وقد خجل من تصرفه، ثم قال بصوت منخفض:

“أنا آسف… لم أكن في مزاج جيد، وكان خطأي.”

صافحه عمر قائلآ: ” نحن جيران … والتسامح هو مايجعل الحياة أكثر دفئأً.

الاسم : وليد مانع اليامي
اشراف المعلم :سامي الطويرقي
صف ثالث/4

share on -
Scroll to Top